الأحد، أكتوبر 21

الأفكار الإعلامية: بين البناء والاستغلال


بقلم/د. فرتاج العنزي

‫" تتعدد مصادر الأفكار الداخلية والخارجية بالاختراع أو النقل أو التكبير للأجزاء "‬
‫تمثل الأفكار الإعلامية تصورات أو سيناريوهات محددة من خلال البناء أو الاستثمار يتم طرحها في مجال معين، سواء أكان هذا المجال اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً، أو غيره من المجالات، وسواء أكانت الأفكار حقيقية أم لا.‬
‫وتحدد طريقة العرض إعلامياً بناء على الفئة المستهدفة وتوجهاتها ومستوى الوعي الذي يملكونه، ولب العملية الإعلامية في طرح الأفكار يركز في انتشاره على التفاعل الإنساني وطبيعة العلاقات في البيئة المراد تمرير الأفكار ونشرها فيها، وطبيعة الانتقال ومستوياته.‬
‫نحتاج إلى توضيح كيفية صناعة الأفكار الإعلامية وأساليب انتشارها واستغلالها إعلامياً وسياسياً.‬
‫إن الملاحظ أن الأحداث تصنع من خلال أفكار إعلامية يتم إعدادها أم بصورة مسبقة أو من خلال استثمار الحدث (الأحداث) بأساليب متعددة لتوجيه الرأي نحو ما يرد من أهداف ، ولعل من أبرز أساليب الرأي هو تكبير جزء صغير من حدث ما، ليكون هو أساس الحدث وقائد الرأي فيه بدلاً من الرؤية الشمولية للحقائق والمعطيات في الحدث، وهذا الأسلوب يعتمده الإعلام المشبوه ويجيش له الرأي من خلال إعداد مسبق بالصورة والاستضافة لشخصيات تدعمه وتؤكد عليه، أو من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بتكثيف التغريدات والكتابة عنه بصورة مستمرة ترسيخه في عقل المشاهد والمتلقي.‬
‫حيث إن إعطاء مائة فكرة عند حدث ما بأساليب وإخراج متعدد ومتنوع،، منها المتعلق بصلب الموضوع، ومنها ماهو مرتبط بصناعة الحدث، فإن القليل منها سوف يجد القبول.‬
‫ولعل نتذكر باول يوزف غوبلز ‬وزير  الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية الذي أسس الكذب الممنهج والمبرمج في الإعلام، من خلال  اعتماد الترويج الممنهج، حيث أكد بقوله " اكذب حتى يصدقك الناس"، على التكرار المنهجي متعدد الأساليب للوصول للاقناع بالحدث والرسالة المراد تمريرها.
لقد أكد جوبلز أن الذي يملك وسائل إعلام تعمل باحترافية يملك القدرة على توجيه الرأي بما يسعى لتحقيقه، سواء بالتضليل ‫من خلال بناء سيناريوهات الأحداث أو استثمارها بما يحقق مصالحه المشبوهة.‬
‫إن بناء الفكر الإعلامي في القنوات المحرضة على تفكيك العالم العربي ينطلق من:‬
١- بناء الأحداث ثم استثمارها بطريقة توجه الرأي نحو تحقيق أهدافها في الحدث باعتماد على منهجية عميقة من خلال البحث العلمي والسياسي في مخاطبة العقل لدى البعض، والتكرار التوكيدي المستمر للحدث لدى البعض الآخر.
ولعل من أبرز استراتيجيات البناء يتم من خلال رسم سيناريوهات ونشرها عن طريق اتباع متعددة الطبقات لبناء الأرضية للحدث الإعلامي المراد منه توجيه الرأي وإخضاع العقل فيه للرسالة، بهدف بناء الحدث بصورة التهيئة الزمنية كمرحلة أولى، ثم عبر  استثمار ذلك كمصادر متعددة إعلامياً كمرحلة ثانية.
٢- الاستغلال للحدث، وهذا يتم من خلال توجيه الرأي العام لنقاط يراد إبرز والتقليل من الحقائق والمعطيات الثابتة، وهذا السعي يتم من خلال أساليب متعددة تستقصد الوصول للكثير من طبقات الفئات المستهدفة بهدف التأثير فيها وجذبها لطرح الأفكار حول الحدث، وبالتالي ضمان انشار الأفكار بالتأييد أو حتى المعارضة لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق