الخميس، نوفمبر 2

نقاط حول "استلام وتسليم" قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس

بقلم : محمد العيلة

1- كتصحيح مفاهيم، فإن ما حدث هو "تسليم واستلام" بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس وليست مصالحة وطنية على أساس الشراكة.
2- شكلّ طبيعة الاستلام والتسليم حالة من الصدمة الداخلية لدى كوادر حركة حماس، بعد ظهور حماس كقوة احتلال أجلتها السلطة من المواقع.
3- أغرت تصريحات وسلوك قائد حماس في غزة أبو إبراهيم السنوار قيادة حركة فتح في التعنت بمواقفها وحصولها على مكاسب فاقت ما كانت تطالب به سابقًا.
4- لم تتفاهم حركتي فتح وحماس حول القضايا الكبرى كالبرنامج الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني وإعادة تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية والتشريعية، وفي كل قضية عديد من التفاصيل التي يكمن بها مردة الشياطين.
5- ارتكبت حركة حماس خطأ استراتيجي بحق نفسها بعد أن سلّمت معابر قطاع غزة دون أن يتواجد أي من موظفيها سواء الشرطة الزرقاء أو الأمن الداخلي أو المدنيين، وفي هذا تأكيد على رواية حركة فتح بأنهم قوة غير شرعية، وإضعاف للموقف الحمساوي في مفاوضات الملفات اللاحقة.
6- تركن حركة حماس إلى قوتها العسكرية والأمنية لضمان تواجدها لكن غياب الشرعية السياسية لهذه القوة سيفقدها تأثيرها بالتدريج.
7- ملف الأمن وإعادة هيكلة وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية من الملفات الشائكة الحساسة التي سيجري التفاوض عليها في الوقت الراهن وهي من الملفات التي لم يضبطها التفاهم الأخير في القاهرة، ولا شك أن التنازلات الحمساوية الأخيرة تُغري فتح لرفض الشراكة في الأمن.
8- التفاهم حول الموظفين مرتكز على الورقة السويسرية التي قد تنصف الموظفين المدنيين في حكومة غزة فقط.
9- لن يسمح الكيان الإسرائيلي ومصر وبعض المجتمع الدولي بتكرار سيناريو 2007، بعد أن فشلت سياسة "الدمج والاعتدال" مع حركة حماس – وإن نجحت في بعض الجزئيات-.
10- سيستمر النظام المصري في فرض المصالحة على الأطراف الفلسطينية ليعزز من دوره الإقليمي وليحجز مقعد أمامي لأي ترتيبات مستقبلية تطرحها الإدارة الأمريكية حول القضية الفلسطينية، ولعلاج المعضلة الأمنية في شمال سيناء، وليُنهي كابوس سيطرة جهة معادية للنظام المصري على قطاع غزة.
11- تمر حركة حماس بمرحلة سياسية حرجة، تعد من أصعب المراحل التي تواجهها منذ فوزها بالانتخابات.
12-  استمرار السلطة في تكسير مظاهر سيادة حماس على قطاع غزة سيوصل الحالة الفلسطينية إلى معادلة صفرية من جديد.
13- سلوك السلطة الفلسطينية عنترة سياسية ينقصها الذكاء السياسي وهي بذلك قد تفقدها ما اكتسبته مؤخرًا لأنها تحشر حماس وقواعدها في الزاوية، حيث ان سلوك السلطة الفلسطينية لا يراعي حالة توازن القوى داخل المجتمع الفلسطيني، وشعور حركة حماس بالإقصاء والتهميش سيدفعها لنسف الاتفاق.
14- ترغب مصر في التجريد الجزئي غير المتسرع لمقدرات القوة لدى حركة حماس وصولًا إلى التضييق على تسليحها وملاحقته.
15- الأزمة الفلسطينية الداخلية ناتجة عن اختلاف البرامج، وصراع الديكة هو أحد عوارض هذا الاختلاف لا جذره، وطالما لم تتفق القوى الفلسطينية على برنامج وطني مشترك فإن الوحدة الفلسطينية ستبقى محل شك.
16- في حال فشلت المصالحة في الأشهر القريبة القادمة، فستتمكن حركة حماس من العودة للحكم وتجديد شرعيتها الشعبية لأعوام مقبلة، لكن ستكون العملية أكثر تعقيد بالنسبة لها في حال انفجرت الأوضاع بعد مدة من الزمن.
17- كسرت السلطة ما كانت تراه حركة حماس خطوطًا حمر في أي مصالحة ومنها التواجد في المعابر والعقيدة الأمنية.
18- انفتحت قوى إقليمية ودولية على حركة حماس نتيجة تمثيلها الشرعي في المؤسسات الفلسطينية ومن قوتها الميدانية، لهذا سيشكل "الاستلام والتسليم" كابحًا لإنفتاح الآخرين عليها بإستثناء ايران وحزب الله، لهذا سنشهد مزيدًا من التشبث الحمساوي بهذه العلاقات وسترى فيها طوق النجاة لأزمتها المالية ولتطوير ترسانتها العسكرية.
19- أدخلت حركة حماس نفسها في ممر إجباري من التنازلات سيصبح من الصعب أمامها كبح تنازلات أقل قيمة من التنازلات التي قدمتها.
20- سيسجل التاريخ لحماس أنها قدمت المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية.
21- تحمل المصالحة الفلسطينية فيها بذور فنائها، وأمام المنشار عديد من العقد التي لم يفكها بعد، لهذا فإني غير متفائل بالوصول إلى مصالحة فلسطينية شاملة قابلة للاستمرار.
22- إلغاء السلطة للضرائب التي أقرتها حكومة غزة في المعابر، رغبة في فرض أمر واقع يُفقد حماس مورد مالي هام في حال فشلت عملية المصالحة.
23- يبدو أن الفلسطيني سريع الملل، يتخذ قرارات "آنية" تكبده خسائر يعمل بعدها لأعوام ليستعيد بعض منها، مثل قرار السلطة في 2007 بإستنكاف موظفي القطاع العام عن العمل في غزة والذي فتح لحماس الباب للسيطرة الكاملة على الوظيفة الحكومية، والسيناريو يتكرر.
24- المصالحة الفلسطينية قاصرة على الأوضاع في غزة، ولا تنظر إلى الأمور الكلية ووحدة الضفة الغربية.
25- الولايات المتحدة لم تبلور سياستها تجاه القضية الفلسطينية بعد، والمصالحة الفلسطينية المقبولة أمريكيًا هي التي تمهد لسلام مع الاحتلال الإسرائيلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق