بيان صحفي بمناسبة مرور 65 عاما على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
قليل من التقدم و الكثير من الاخفاقات
الأمم المتحدّة و العراق
قليل من التقدم و الكثير من الاخفاقات
بيان مركز جنيف الدولي للعدالة
رواندا
إن الفشل الذريع للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية في رواندا هو واحد من الأمثلة التي تبرهن على هذا الاخفاق. اذ على مدار 100 يوماً في عام 1994، تم ذبح ما يقدر بنحو 800000 إلى مليون فردا من التوتسي وبعدد اقل نسبياً من الهوتو في مجازر الإبادة الجماعية في رواندا. وفي تقرير لجمعية الناجين من الإبادة الجماعية يقترب عدد الأفراد الذين تعرضوا للإبادة الجماعية إلى 2 مليون نسمة. وقد تجاهلت الأمم المتحدة تحذيرات مبكرة عن تلك الإبادة الجماعية، ونظرت إليها على أنها "حربٌ أهلية " وفشلت في ان تتدخل لحلّها في الوقت المناسب. وعلاوة على ذلك، أمر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى رواندا بمغادرة البلاد. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كانت حياة الروانديين رخيصة للحدّ الذي لا تستحق ان تخاطر قوات الامم المتحدة بنفسها من أجل الحفاظ عليها؟ وهل من المتوقع من العالم أن يغمض عينيه ويتغافل عن مثل هذه الأخطاء؟ فعلى الرغم من الأمم المتحدة قد اعترفت "بأخطائها الجسيمة في تقدير الموقف" الاّ ان هذه العبرة المستفادة قد كلّفتها ثمناً باهضاً دون وجود مبرّرات حقيقية
فلسطين
الوضع في فلسطين يتدهور باستمرار مع زيادة الانتهاكات المنهجية والخطيرة لحقوق الإنسان على نطاق واسع. ويستمر انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني في كافة نواحي الحياة بدءاً من حرية التنقل، والحقّ بالعودة فضلا عن التمييز المقنّن من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وهدم المنازل الفلسطينية والتشريد الداخلي، والاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الموارد المائية للفلسطينيين والظروف المأساوية التي يعيش فيها السجناء، والاعتقالات التعسفية بما في ذلك للقصرّ. علاوةً على ذلك، فسياسة الاستيطان التي تتبعها إسرائيل هي انتهاك لحقّ الشعب الفلسطيني الراسخ في تقرير مصيره - وهو حقّ مكفول له بموجب القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية الأخرى. ولقد أصدرت الأمم المتحدة قرارات وتقارير لا حصر لها فيما يتعلق بجرائم الحرب الإسرائيلية وانتهاكات حقوق الإنسان داخل الأراضي المحتلة. وقد حان الوقت للأمم المتحدة للانتقال من الكلام والحديث إلى الأفعال وإرسال إشارة واضحة إلى إسرائيل بأنها لن تعدّ بعد قادرة على انتهاك حقوق الإنسان والإفلات من العقاب
العــراق
سورّية
وفي السياق نفسه، فشلت الأمم المتحدة في منع حدوث الأزمة الإنسانية في سورية، مما يؤدي مرّة أخرى إلى حدوث انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية. ولم يعدّ مقبولاً في هذا السياق مجرد ان تعترف الأمم المتحدة بمسؤوليتها عن "الفشل الجماعي لمنع الجرائم الوحشية في سوريا على مدى العامين والنصف الماضيين" والقول ان ذلك "سيبقى عبئاً ثقيلاً على كاهل الأمم المتحدة والدول الاعضاء". لقد حان الوقت لإجراء إجراءات فعالة لتصحيح خطأ آخر، ووقف الانتهاكات
الحرب على الإرهاب
ولا يمكن التغاضي في المناقشات عن التأثير العالمي والآثار المترتبة على ما يسمى بـ "الحرب على الإرهاب" والتراجع الملحوظ في مناصرة حالات حقوق الإنسان في العالم. والتجاهل المستمر لضمانات حقوق الإنسان بما في ذلك التعذيب، والاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي وتقنيات الاستجواب غير القانونية والمحاكمات الجائرة، واستخدام الطائرات بدون طيار فهذه كلها أدواتٌ غير مقبولة. ويتوجب على الأمم المتحدة اتخاذ الإجراءات الصارمة لوقف هذه الانتهاكات المقترفة تحت اسم "الحرب على الإرهاب"، وتقديم جميع المسؤولين عنها إلى العدالة. وينبغي على الأمم المتحدة ضمان تنفيذ إجراءات أنشطة مكافحة الإرهاب واتخاذ كل التدابير الممكنة من قبل جميع الدول دون استثناء بشرط لن يكون العمل في إطار سيادة القانون وإطار حقوق الإنسان، والالتزام بالاستراتيجية الشاملة التي وضعتها الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وكذلك وضع خطة للتنفيذ طبقا للاتفاقيات الدولية. وينبغي تشجيع الدول التي لم تصدّق بعد على الصكوك القانونية الدولية ذات الصلة للقيام بذلك، ويتوجب عليها تعديل تشريعاتها المحلية للامتثال إلى المعايير الدولية
الأزمة المالية والاقتصادية
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي يمرّ بها العالم تُسهم في تعميق التأثير السلبي على تطبيق مبادئ حقوق الإنسان. وفي حين أن الإنسانية تتجه إلى مكافحة الفقر والأمراض والأمية في جميع أنحاء العالم، تنفق بعض الدول المليارات على الأسلحة والحروب. أليس هذا من دواعي السخرية؟
اسباب الفشل
يعتقد مركز جنيف الدولي للعدالة أن تدهور حالة حقوق الإنسان على أرض الواقع يعود الى عدة أسباب، من بينها الفشل في معالجة الاسباب الجذرية للمشاكل والتركيز على إيجاد حلول قصيرة المدى، وازدواجية المعايير المطبقة في ضمان المساءلة حيث التركيز على الجناة المزعومين من بلدان العالم الثالث كما في القضايا المعروضة على المحكمة الجنائية الدولية. هذا يذكّرنا أن كثيرا من البنود الموجودة في جدول أعمال حقوق الإنسان تستخدم كأداة للتدخل السياسي بدلا من التوجّه الحقيقي للنهوض بحقوق الإنسان. فثمة بعض الدول تتحدث بصوت عالٍ جدا عن الديمقراطية، وسيادة القانون وحقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه ترتكب فظائع واسعة النطاق وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وفي بعض الحالات، تفشل سياسات وإجراءات الأمم المتحدة في أن تأخذ في الاعتبار الخصوصيات الإقليمية وتتجاهل التعاون مع المنظمات الإقليمية لحقوق الإنسان. وما يقوّض من كفاءة إجراءات الأمم المتحدة هو غياب تقييمٍ واقعي ومتابعة فعّالة في تنفيذ قراراتها. وأخيراً، تفتقر العديد من البلدان إلى التعاون المثمر مع الأمم المتحدة ومع ألياتها المتخصّصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق