الأربعاء، سبتمبر 26

صيف سوريا يسجل أعلى مستويات القتل.. والجوع يهدد 1.5 مليون سوري والقصف مستمر

قالت مديرة برنامج الغذاء العالمي إن أعداد السوريين الذين يواجهون شبح الجوع ارتفع إلى 1.5 مليون شخص. يأتي ذلك فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 127 قتيلا أمس الاثنين بنيران قوات النظام معظمهم في حلب ودمشق وريفها وحمص.

وأوضحت إيثرين كيزن أن أعداد السوريين الذين يحتاجون مساعدات غذائية تضاعف خمس مرات في الأشهر القليلة الماضية. مشيرة إلى أن برنامج الغذاء العالمي لا يستطيع مساعدة سوى نصف هذا العدد، في حين أن العمليات العسكرية لم تمكنه من إيصال الطعام إلى المحتاجين.

وأكدت المسؤولة الدولية أن البرنامج بحاجة إلى ستين مليون دولار لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد الجوعى من السوريين، مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المزيد من التبرعات.

في غضون ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن بين قتلى أمس الاثنين 12 طفلا وتسع سيدات، مشيرة إلى سقوط 43 قتيلا في حلب و42 في دمشق وريفها و14 في كل من حمص ودرعا، وسبعة في دير الزور وثلاثة في كل من اللاذقية وحماة وواحد في إدلب.

وبث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر أحد القتلى وقد أعدم ميدانيا في المعضمية بريف دمشق التي تشهد حصارا خانقا للشهر الثالث على التوالي، وأفادوا بأن الضحية هو من سكان الحي المدنيين، وتظهر الصور ابنة القتيل الوحيدة وهي تبكي والدها المعيل الوحيد للأسرة.

تدمير ممنهج
وفي العاصمة دمشق يتعرض حي القابون لحملة تدمير ممنهج من جانب قوات النظام، ووفقا لناشطين سوريين دمرت مئات المنازل والمتاجر في الحي الذي شهد أيضا مجازر عدة سقط فيها عشرات القتلى.

كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في محيط مناطق حجيرة ويلدا والذيابية والبويضة والسبينة، ووردت معلومات أولية عن تدمير آلية لقوات النظام ومقتل وجرح عدد من عناصرها، فيما تعرضت منطقة السيدة زينب للقصف طائرات النظام.

وفي اللاذقية، تتعرض قرى الخضراء والميدان وبيت عوان وبيت فارس بريف اللاذقية للقصف من قبل جيش النظام. وفي الرقة دارت اشتباكات عنيفة في محيط مطار الطبقة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في الطرفين. وفي دير الزور قامت قوات النظام بإطلاق الرصاص عشوائيا على أحياء العمال وغسان عبود وشارع النهر.

وفي حمص أفاد ناشطون بأن قوات النظام السوري قصفت أحياء عدة في المدينة، وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قتلى وجرحى سقطوا في قصف براجمات الصواريخ على مدن القصير والرستن وتلبيسة.

اشتباكات عنيفة
من ناحية أخرى، تشهد قرية خربة الجوز السورية المحاذية للحدود التركية اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام إضافة لمواجهات في حي الهُلك وسط حلب.

وتسمع أصوات الاشتباكات بوضوح من الجانب التركي، مما تسبب في حالة من الخوف والهلع بين سكان القرى التركية الحدودية.

في السياق، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري بعضها كذلك منذ أشهر عدة.

ونقلت الوكالة عن مراسليها أنهم أثناء تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا أحيانا مئات الكيلومترات دون المرور على نقاط أمنية تابعة للنظام، غير أنهم كانوا أحيانا يقومون بالدوران حول ثكنات أو بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.

وينتشر عناصر الجيش السوري الحر على مفترقات الطرق في مجموعات صغيرة وينامون تحت الخيام في أغلب الأحيان ولا يتدخلون إلا عندما يشكون في سيارة لا يعرفون ركابها.

وسيطر الجيش السوري الحر على مدينة الأتارب الصغيرة غرب حلب قبل نحو ثلاثة أشهر إثر معارك ضارية لا تزال آثارها ظاهرة على منازلها.

ويؤكد ضباط في الجيش الحر أنهم يحاصرون حاليا قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب، وهي المدينة التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين منذ نحو شهرين، وباتوا يسيطرون على المناطق المحيطة بالمدينة ولا يخشون سوى الضربات الجوية.
المصدر: الجزيرة نت

صيف سوريا يسجل أعلى مستويات القتل منذ بداية الثورة

أفادت الإحصاءات الأخيرة لمصادر في الثورة السورية، بارتفاع أعداد القتلى الموثقين الذين قضوا على أيدي قوات النظام السوري والميلشيات التابعة له، إلى أكثر من 33 ألفاً، بينهم آلاف القتلى من النساء والأطفال، خلال نحو عام ونصف من الثورة في سوريا.

وبحسب المصدر الذي يطلق على نفسه اسم "قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية" فإن مدينة حمص تحتل العدد الأكبر لأعداد القتلى الذين بلغوا نحو 800 قتيل، تليها منطقة ريف دمشق التي تتعرض لأعنف العمليات العسكرية المتواصلة منذ أشهر، ما رفع أعداد القتلى فيها إلى نحو 5560 قتيلاً.

كما أدت المعارك الدائرة في مدينة حلب بين قوات الجيش السوري والجيش الحر، إلى زيادة أعداد القتلى فيها خلال الأشهر الأخيرة بشكل كبير، ووصل العدد إلى 3400 قتيل، لتكون في المرتبة الرابعة بين المحافظات السورية بعدد القتلى بعد إدلب التي وصل فيها العدد إلى أكثر من 4600 قتيل.
أرقام قياسية

ووفق الإحصائية فإن نسبة القتلى التي تقدر بنحو 60 شخصاً يقضون في سوريا يومياً جراء القتل المباشر أو تعرضهم للقصف، بلغت مستويات قياسية خلال الأشهر الأخيرة، ففيما كان العدد يتراوح بين 1000 و2000 قتيل شهرياً منذ مطلع العام الجاري، تراوح العدد بين 2660 خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، و4307 خلال يوليو/تموز، ليصل العدد إلى 6297 قتيلاً خلال شهر أغسطس/آب الماضي، في حين أن أشهر العام الماضي لم تسجل مقتل أكثر من 900 شخص في شهر واحد.

ويرجح ارتفاع نسبة القتل في المدن السورية خلال الأشهر الأخيرة، إلى فقدان النظام سيطرته على الكثير من المناطق وانتشار المعارك في معظم المدن، مما دفعه إلى استعمال الطيران الحربي والقذائف والصواريخ التي تسبب أعداداً هائلة من الضحايا ودماراً هائلاً في الممتلكات.

ومنذ تولي المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مهمته منذ نحو ثلاثة أسابيع، قضى في سوريا أكثر من 2500 شخص.
الطفولة و"الثمن الرهيب"

وقد بلغ عدد القتلى من الأطفال كذلك أرقاماً مرتفعة، حيث سجلت الإحصاءات مقتل 2623 طفلاً سورياً حتى تاريخ 22 سبتمبر/أيلول الجاري، وهو ما نوهت به منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في تقرير لها، معربة عن القلق من أن أطفال سوريا ما زالوا يتحملون العبء الأكبر للمأساة في بلادهم.

وقال المدير التنفيذي لليونيسف، انتوني ليك "بينما تتركز أنظار العالم على العنف المتصاعد في سوريا، يجب علينا ألا نغفل حقيقة أنه في حين أن الأطفال ليسوا مسؤولين عن هذه المأساة، فإنهم يدفعون ثمناً رهيباً، فالأطفال يفقدون أرواحهم ويفقدون بيوتهم ويفقدون آباءهم ويفقدون تعليمهم".

وتأتي تلك الأرقام من جانب واحد فيما تغيب إحصاءات رسمية لقوات النظام، لا سيما إحصاءات عدد القتلى في صفوف الجيش والأمن والمليشيات التابعة لقوات الأسد والتي يقدر عددها بعشرات الآلاف.

وتتهم منظمات حقوقية سورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتغييب الآلاف من المعتقلين قسرياً، وهو ما تعدهم المنظمة في عداد القتلى، في حين تتحدث عن أعداد أكبر منهم وسط غياب الإحصاءات لعدد كبير من ضحايا الثورة.
المصدر: العربية نت






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق