السبت، نوفمبر 24

أردوغان.. وقميص جمال..!!


بقلم /خالد الرمالي
رئيس مركز طائر السلام للدراسات
استاذ التحليل السياسي
@kalshamari33
ksashamari@gmail.com

من خلال القراءة الدقيقة للاحداث في أزمة مقتل (جمال خاشقجي - رحمة الله علية) واطرافها وبالذات (المملكة العربية السعودية- وتركيا) يجد القارئ ان الرئيس التركي رجب  اردوغان (العصملي) عمل على إستثمار مقتل خاشقجي وبشكل فظيع في محاولة لاسقاط الهيبة و الزعامة السعودية للعالم الاسلامي والعربي.. وتقديم نفسه على انه البديل المناسب لتلك الزعامة  فالمتتبع لخطاباته يجد انها تضمنت طموح عودة الخلافة للعالم الاسلامي حتى انه ذكر بالنص:( ان المسلمين متعطشين لعودة الخلافة العثمانية) كما نجد كثير من زعامات الاخوان المسلمين وعلى رأسها القرضاوي تشير الى اردوغان بالخليفة.

الهدف الاخر هو  سعي اردوغان الجاد عند الغرب  لاستثمار مقتل خاشقجي ليضع حجر الزاوية في كونه الحليف البديل الديمقراطي الجيد الذي يمكن للغرب وخصوصا امريكا الاعتماد عليه في الشرق الاوسط الجديد..؟!

القيادة السعودية منذ بدأ الازمة ادركت تماما اهداف اردوغان لكن سياسة التهدئة والصمت السعودي الحالي تجاة قيام اردوغان بتجييش الرأي العام العالمي (بشكل لم يسبق له مثيل) ضد المملكة اضافة الى سعيه لتدويل القضية لم يكن ضعف في سياسة المملكة بقدر ما نم عن حكمة وطول بال سعيا الى  عدم الرغبة في التصعيد مع التركي حاليا لكي لايستفز ومن ثم ينشط اكثر واكثر في خلق وابتكار وتوجية الاتهامات والاساءات اضافة لفتح ملفات صراع مع المملكة هي بغنى عنها في الوقت الحالي.

اذا الحكمة اقتضت الانتظار  لحين اقفال ملف قضية خاشقجي وهو ما يحدث الان وفي نفس الوقت لن تنسى المملكة مخططه التآمري واساءته لشخص ولي العهد سمو الامير محمد بن سلمان .
لقد ثبت بما لايدعو للشك ان مخطط اردوغان اخطر بكثير من المخطط التآمري الايراني الصفوي فهو مصنف على  ذات المذهب السني للغالبية العظمى من مسلمي العالم وله قبول لدى الغرب ويمتلك اكبر علاقات مميزة مع الكيان الصهيوني ، وثبت ان تركيا وقطر التقت مصالحهما على تشكيل تحالف يهدد امن بلاد الحرمين على المستوى الداخلي والخارجي ..!!

فقطر وتركيا تدعم الحوثيين عيانا بيانا فهاهي اخبار مظاهرات الحوثيين امام السفارة السعودية بأسطنبول تنقل على شاشات التلفزة ووكالات الانباء الدولية، كما قامت الحكومة التركية بأعطاءهم منصة اعلامية تحت شركة البيرق الاعلامية (التركية- القطرية) لتنظيم جهودهم الحربية والنفسية ضد كل ماهو سعودي.

أما الدعم المادي القطري للحوثيين كان أثناء وجودهم مع التحالف العربي، واخرها ماصرح به مؤخرا وزير الاعلام الحوثي المنشق من معلومات استخبارية من ان  الصواريخ الحوثية التي تسقط على السعودية تم شرائها  بأموال قطرية دفعت لايران ولولا تلك الاموال لما استطاعت ايران امداد الحوثيين بتلك الصواريخ..!!

اذا الخط التآمري (القطري-التركي) يريد تغيير وضع المملكة ومكانتها العالمية والاسلامية والعربية بذريعة قميص خاشقجي، و زعزعة استقرارها بكافة الوسائل والطرق..!! لاشك ان سقوط الاخوان في مصر تسبب ذلك في تأخير المشروع وارباكة ولكن دون شطبه..!! واليوم  نحن مدركين تماما اننا في مواجهة خلاف وصراع يجب ان نعد له اعدادا كبيرا وبالادوات والاشخاص ذوي الكفاءات العالية والنفس الطويل العميق.

في المقابل مالذي يجب علينا فعله داخليا ..؟!
اولا واخيرا الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا السعودية
والحذاري الحذاري من أي مساس بالحمة الوطنية.

ثانيا: اثبتت ازمة خاشقجي انه لايوجد لدينا اعلام يرقى لمستوى مواجهة الازمات والمؤمرات التي تحاك ضد الوطن.
لذا بعد ازمة خاشقجي لا بد ان يتم اعادة غربلة و هيكلة الاعلام السعودي والقائمين عليه .

(وللحديث بقية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق