السبت، نوفمبر 18

*الجزيرة وقطر!! صناعة تحويل العدو إلى وجهة نظر !*


🔸 *إبراهيم العسعس*

*آخر مؤتمر عُقِدَ في قطر حضره ثلاثةُ صهيونيين!! وإلى الآن لم يزل لا يفهم الأغبياء!!*
   
*قطر وجزيرتها نمط جديد لكسر عزلة الكيان الصهيوني! وهي بذلك أخطر من المطبعين الواضحين، والساكنين الساكتين السلبيين!!*
   
*فالمُطبِّع يُعلن انسحابه من المواجهة، ويرفع عقيرته بالاعتراف بالعدو. والسلبي الساكت الساكن يُعلن عجزَهُ، ويُقرُّ بسلبيته، ويرفع عقيرته بالاعتراف بعدم الجدوى!*

*أما الجديد في قطر فهي أنها تلعب دور خط الوسط، هذا الخط هو أخطر خط في أي لعبة (حتى في لعبة كرة القدم)! ومع ذلك فدور هذا الخط لا يظهر إلا للخبير، فهو لا يسجل أهدافاً، ولا يردُّ هجوماً، فلا هو في الهجوم ولا هو في الدفاع! والمتفرجون الغوغاء الذين يصيحون مع كل هدف، ويهتفون مع كل ردِّ هدف، لا يرون لهذا الخط وجوداً ولا مبرراً لوجود!! إنه خط سائح بين هذا وذاك، فإن أردت كسر الهجوم فعليك به، وإن أردت كسر الدفاع فعليك به، وهنا يكون دوره أن يختلط بالمهاجمين حتى تظنه منهم، ويختلط بالمدافعين حتى تحسبه منهم! وعندها لا يسجل الفريق هدفاً ولا يرد هدفاً!*
 
*الجزيرة تهاجم العدو، وفي نفس الوقت تسمح له بإبداء وجهة نظره، فحولت العدوان إلى وجهة نظر، الأهداف التي سجلها ويسجلها العدو من نقطة جزاء الجزيرة أخطر بكثير مما يسجله من نقطة جزاء مصر!! وعلى مدى عشرين عاماً اعتاد العربي أن يرى صهيونياً يعلن عن رأيه من ملعب الجزيرة برعاية قطر، وحتى يبقى الأمر مختلطاً على الجمهور تصيح الجزيرة في العدو عندما يَقتل ويُدمِّر وتنقل كل جرائمه (ويسمح لها هو بذلك)، وتشتمه وتُسفِّهُ أحلامَهُ، بل ويُهاجم مُذيعوه ضيوفَهم (اليَهُود!!!) حتى البكاء؛ يَبكون ويُبكوننا!!*
   
*الجزيرة سياسة صارمة، واستراتيجية حاسمة مرسومة سلفاً لا مجال للاجتهاد فيها، وهي بهذا من المستحيل أن تكون صناعة العربان المساكين، وهي أيضاً منفذون على مستوى عالٍ من الاحترافية، والسمعة الطيبة، بل إن نسبة لا بأس بها من موظفيها بل ومدرائها من الاخوان المسلمين أو على الأقل من الذين كانوا. أما الاستراتيجية الصارمة فتضمن عدم الحياد عن الطريق المرسوم مهما تقلب عليها من كوادر، وأما المنفذون المحترفون المحترمون فيضمنون مزيداً من التيه في فهم دور الجزيرة وحاضنتها قطر! وفي العالم العربي إذا أردت تنفيذ أي مشروع نظيف الشكل خطير المضمون فما عليك سوى الاستعانة بالاخوان المسلمين فهم مثال النظافة، وفي نفس الوقت مثال السذاجة! فالعقل الاخواني إضافة إلى أنه عقل عربي مغفل، وهو بهذا يشترك مع اخوته من العقول العربية! إلا أنه يزيد على ذلك وبطبيعة تكوينه وبِنْيَتِهِ غفلةً على غفلةً! إذ يكفي أن تُدخل هذا العقل في متاهة المقاصد والمصالح، وفلسطين، وجدلية شيء أحسن من لا شيء، وشعار: هيَّا بنا هيَّا نطوي الفلا طيَّا، يكفي كل هذا لينطلق الاخوان معك أينما تريد، وحيثما تشاء!! فرج الله عنا وعنهم.*
  
*ستظهر الأيام الدور الخطير لقطر ولضيفتها الجزيرة، ضيفتها أقول وليس ذراعها، لأنها ليست لها بذراع، فالجزيرة أكبر من قطر! ولو قلنا قطر ذراع الجزيرة لكان هذا القول وفق علم التشريح أصوب وإلى الحقيقة أقرب.*
  
*ملاحظتان مهمتان:*

*الأولى: تعرية دور قطر ليس تزكية لدور غيرها، لأن دوري ليس تعرية العاري.*  
   
*الثانية: أتباع الجماعات أو المناهج الأخرى أرجوكم: الكلام في الاخوان لا ينبغي أن يسركم، لأنني أخترت منكم أرقاقكم، فما ظنكم بمن هو أسفل العلبة!*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق