السبت، أكتوبر 21

خطة الأنجاس لقطع رأس حماس

بقلم : الدكتور خالد الخالدي

بعد أن آلمت حماس دولة الاحتلال *بعمليات أبنائها الاستشهادية* في قلب كيانهم، ثم بصواريخها التي يزداد مداها وقوة تدميرها تدريجياً

وضع أعداؤها خطة خبيثة لقتلها، بتدمير ذراعي قوتها، وهما

*أولاً :* شعبيتها وسمعتها الرائعة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً
*وثانياً :* سلاحها وقدراتها العسكرية المتزايدة باستمرار

وقرروا أن يبدأوا بذراعها الأهم وهو شعبيتها، فدعوا قبل أكثر من عشر سنوات على لسان سلطة أوسلو إلى انتخابات تشريعية ديمقراطية، *وأكدوا أنهم سيسمحون لحماس أن تحكم لو فازت*، وكانوا يرجحون فوزها، وصدّقتهم  قيادة حماس، ووقعت في الفخ

وخاضت الانتخابات التي كانت تعدّها سابقاً من المحرمات، *وفازت، ورفضت فتح وغيرها الاشتراك معها في تشكيل الحكومة*، لتكتمل المؤامرة، فشكلتها وحدها، وصار قادة حماس هم وزراء الحكومة (وكان بإمكانهم ألا يشكلوا حكومة، ويكتفوا ببقائهم معارضة في البرلمان، وأن يدركوا أن العالم الخاضع لأعدائهم لن يسمح للشرفاء بالنجاح لو حكموا غزة وحدهم، أو أن يشكلوا إدارة محلية لغزة دون مسميات وزارية، يقودها مستقلون ثقاة، حتى لا يحسب الفشل القادم المؤكد على قياداتها ورموزها ويدمر شعبيتها)

وأقسم قادة حماس كوزراء أمام الرئيس عباس قسم الولاء والطاعة والإخلاص، وبدأ مسلسل الإفشال - *فلتان أمني وفوضى وحصار ومعابر مغلقة وقطع رواتب وقطع كهرباء ودواء وغذاء* - ، وظهرت الكثير من الممارسات الخاطئة وسوء الإدارة والأداء وتقليد السابقين الفاسدين في بعض المظاهر، وتردت أحوال الناس، *فغضبوا من حماس*، وخصوصاً عندما لا حظوا أن عدداً من وزرائها ونوابها وكبار موظفيها لا يعانون مثلهم، ويتمتعون بالرواتب العالية والسيارات الحكومية الفارهة، والجيبات الحديثة، والحراسات الكثيرة، فضعفت شعبية حماس، وظلت في تناقص منذ أن حكم قادتها الناس

*وفرح الأعداء بنجاح مخططهم، وإضعاف شعبية حماس، ورفضوا السماح لها بالنزول عن خازوق الحكم، رغم محاولات قادتها الكثيرة للنزول، بعد إدراكهم أنهم قد وقعوا في فخ قاتل*

وحاول الاحتلال أن يدمر ذراع حماس الثاني وهو قوتها العسكرية، *فشن ثلاثة حروب مدمرة على غزة، استهدف فيها بالدرجة الأولى قوة حماس*، لكنه لم يتمكن من إضعافها، بل لقد كانت قوتها العسكرية تزداد بعد كل حرب

وأدرك قادة الاحتلال أن سبب ذلك هو *حكم حماس لغزة، وسيطرتها على أجهزتها الأمنية، وصعوبة تحرك العملاء وتقديمهم المعلومات، وصعوبة نجاح مبغضي حماس في عمل قلاقل قوية تخدم العدو أثناء الحروب على غزة*

لذلك قرر قادة العدو أن يسلكوا طريقاً آخر لتدمير قوة حماس، وهو ما يجري هذه الأيام، *إذ طلبوا من عباس أن يضيق على أهل غزة أكثر وأكثر لتسارع حماس إلى ترك الحكم لعباس بدون شروط*، فازدادت ضغوط عباس، واتخذ إجراءات مالية لا أخلاقية، طالت الأسرى والمرضى وحتى أتباعه الفتحاوية، ثم دعيت حماس إلى القاهرة

لتبدأ مفاوضات تسليم الحكم لمن يشاء، سواء دحلان أو عباس، وتقريباً بلا شروط، وهدف الأعداء هو رأس حماس، إذ سيأتي عباس أو دحلان ليستلم الحكم من خلال مصالحة شكلية، ويشرعون في  بناء قوة كبيرة معادية لحماس تسمى أمنية، يضمون إليها عشرات الألوف من الشباب، مستغلين البطالة وتردي الأحوال الاقتصادية، وينتقونهم من الناقمين على حماس، ويُعدّونهم ويدربونهم ويسلحونهم *وبعد سنوات يطالبون حماس بتسليم سلاحها للسلطة الشرعية، وسيطالب حماس بذلك أيضاً الدول العربية، وأغلب الفصائل الفلسطينية*

وسينضم للمطالبين بعض المثقفين والمحللين الحمساوية، *تحت ذريعة تجنيب البلد حرباً أهلية، وسترفض قيادة حماس وأغلب أبنائها تسليم سلاحها، وعندئذ ستبدأ الحرب الأهلية المدمرة*، وستطول وتحرق وتخرب، وإن رجحت كفة حماس فسوف تتدخل قوات جوية عربية وإسرائيلية، وممكن برية، بهدف حماية سلطة عباس الشرعية، وسيتعاونون معاً على قطع رأس حماس، التي سيقولون إنها إرهابية

*وعلى قادة حماس أن يفشلوا هذا المخطط الواضح الجلي، بالبحث عن طريق آخر، بل بالعودة إلى طريق حماس الأصيل ومنهجها القويم الذي عليه قامت، وبه قويت، وبسببه انضم إليها أبناؤها وأحبها أنصارها في كل مكان، طريق الإيمان الحقيقي والالتزام الديني الحقيقي والجهاد الحقيقي*

فبهذا الطريق سيرفع الحصار، وستأتي الأموال المباركة من الشعوب لا الأموال المسمومة من الرؤساء الأذلاء، وسترغم أنوف الأعداء، وسيعين الله المؤمنين المجاهدين الأعزاء

*وموتٌ شريفٌ عزيزٌ في محاربة المحتلين اليهود، خير من موت وضيع ذليل في فتنة وحرب أهلية يخطط لها الأعداء*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق