الثلاثاء، يوليو 24

الاستخبارات السعودية والملف السوري !! ومخاوف من تكرار ذات السيناريو في العراق ..!!

بقلم د/زياد الصالح

ببساطة يعلم المواطن العربي البسيط الذي لاناقة لة ولاجمل في السياسة ان المحصلة النهائية من مشروع احتلال القوات الامريكية للعراق انتهى بتسليمة للايرانيين على طبق من ذهب ، وملف العراق ومعة الملف الافغاني آنذاك كان بيد الاستخبارات السعودية وكان يرأسها الامير/تركي الفيصل فمنذ تحرير الكويت عام 1990م وعلى تبنت الاستخبارات السعودية عدد من المشاريع سياسية واعلامية وانفتحت على كافة اطياف الشعب العراقي من قادة وسياسيين ومعارضين لتنسيق المواقف ومن تلك المشاريع اذاعة "صوت الشعب العراقي " والتي انشأها الاعلامي الاذاعي العراقي "ابراهيم الزبيدي" في جدة سافر عام 1990 (موسوعة ويكيبيديا) ، واستمرت ببثها إلى ما قبل سقوط نظام صدام حسين في العام 2003...وغيرها من تلك المشاريع !! لترسخ علاقات واسعة وقاعدة شعبية لايستهان فيها داخل اطياف المجتمع العراقي حتى انني اذكر ان تم توجية دعوة لكافة وسائل الاعلام المحلية والعالمية للمؤتمر الصحفي للمعارضة العراقية في "مكة" اثناء موسم الحج وشمل المؤتمر على قادة وزعامات من كافة اطياف المجتمع العراقي من سنة وشيعة وبعث وتركمان واكراد ..وغيرهم !!

ولكن بعد ان استقال الامير/تركي الفيصل عام (2001م) تولى الامير/نواف بن عبدالعزيز ال سعود رئاسة الاستخبارات السعودية حسب بيان الديوان الملكي لوسائل الاعلام !! الا انة بعد تولية بأشهر اصيب في القمة العربية المنعقدة في بيروت بجلطة في الدماغ في قاعة المؤتمر ونقل على اثرها للمستشفى وغطت وسائل الاعلام اللبنانية في اليوم التالي زيارة اخية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظة الله - الذي كان قلق على صحتة صاحب السمو الملكي الامير /نواف يرافقة آنذاك رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وجاءت توصية الاطباء بأنة من اجل صحة الامير/نواف علية الابتعاد عن العمل لسلامتة ليتولى صاحب السمو الملكي الامير/عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز ال سعود رئاسة الاستخبارات السعودية وان كان مساعدا للرئيس ولكن وقبل سقوط نظام صدام بقرابة السنة قام سمو الامير/عبدالعزيز بإقفال لبعض تلك المشاريع وتراجع في دور مشاريع اخرى اوالغاءها (مؤتمر العاملين في اذاعة المعارضة العراقية ) بينما البوارج الامريكية تعبر الخليج العربي بكامل طواقمها في رسالة فسرت من قبل المحللين والمراقبين وخاصة العراقيين على انة قد يكون هناك تنسيقا من نوع خاص مع الامريكيين ولكن هذا التفسير اتضح عدم وجودة وصحتة مما افترض البعض ان هناك توجها وعمل سياسيا او استخباري من نوع اخر بعيدا عن المحتل الامريكي يتبعة الامير/عبدالعزيز بن بندر ولكن اتضح خطأ ايضا هذا التفسير وجميعنا يعرف ان ملف الارهاب آنذاك كانت تتولاة وزارة الداخلية وتحديدا صاحب السمو الملكي الامير/محمد بن نايف الذي لفت الانظار بمعالجتة لذلك الملف وكان مبدعا بإمتياز وبشهادة حتى الغرب فذلك التقرير الذي بث على قناة ال (CNN) كان شهادة من الخصوم قبل الاصدقاء فلم يكن ملف ادى لانشغال جهاز الاستخبارات عن الوضع في العراق..!! والثابت لكل مراقب ومتابع هو ان ذلك التراجع في الدور السعودي كان لة ثمرة واحدة وهو ملؤة بالدور الايراني وبغض النظر عن الاسباب وراء ذلك التراجع الغير مفهوم ومفسر كانت المحصلة النهائية التي يعلمها الجميع هو تسليم العراق من قبل امريكا لايران (المفكر والدكتور/ خالد النفيسي تناولها في عدة حلقات موجودة على اليوتيوب) !!

واليوم ونحن بصدد الملف السوري وفي ظل مشارفة نظام (بشار الاسد) على نهايتة وتولي صاحب السمو الملكي الامير/بندر بن سلطان لرئاسة الاستخبارات العامة -نهنئة على المنصب- من الطبيعي ان نقف امام سؤال انطلاقا من حرصنا ووفاءنا لهذا الوطن هل سيتكرر المشهد العراقي مرة اخرى مع (سوريا مابعد بشار) فالامريكان بحاجة ماسة للدور السعودي ولعلاقات الامير/بندر بن سلطان وبراعتة وخبرتة ومعرفتة في ادارة مثل تلك الازمة وايجاد الحلول والمخارج وخلق المصالح الا ان هناك تخوفا من تكرار نفس السيناريو والمصير الذي جرى للدور السعودي في العراق في مرحلة مابعد (بشار) !! فجميعنا يعلم ان تركيا متشبثة للنخاع بلعب دورا في سوريا مابعد (بشار) وكذلك (ايران) التي لن تتخلى عن سوريا مهما كان الثمن وحتى ان (كوفي عنان) المبعوث الدولي والجامعة العربية أكد على دور (ايران) في مصير ومستقبل (سوريا) !! و(حزب الله) الذي يرى في سوريا شريك استراتيجي وعمق اقليمي لة لن يقبل بالجلوس على طاولة المتفرج ويلقي التحايا على اللاعبين !! وكذلك(قطر) التي تبحث لها عن دور ومكانة ولديها تجربة ناجحة في تقسيم الكعكة (الليبية) !!

من وجهة نظري المتواضعة ان الدور المطلوب قد يكون من خلال الدفع بشخصيات سورية -رجل اعمال - محسوبة على السعودية تتولى منصب قيادي في سوريا مابعد (بشار) مثلما حصل في (لبنان) مابعد الحرب الاهلية فقد كان اختيار شخصية (رفيق الحريري) -يرحمة الله -من قبل الملك (فهد بن عبدالعزيز ال سعود ) -يرحمة الله - تجربة ناجحة يمكن ان تحتذى !!

باحث ومحلل رئيس تحرير جريدة الحقائق الدولية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق