الخميس، يوليو 26

اشتباكات عنيفة تزلزل أركان «حلب» وسقوط 146 قتيلا

قتل في سوريا الأربعاء 146 شخصا على الأقل بينهم 98 مدنيا، في وقت تشهد فيه معظم المحافظات قصفا بالطيران، مع دفع قوات النظام بآليات مدرعة ودبابات باتجاه مدينة مدينة حلب إثر اتساع المواجهات مع مقاتلي الجيش الحر. كما حذر ناشطون من كارثة إنسانية تحيق بالمعتقلين في سجن حمص المركزي.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 23 شخصا في حلب ومثلهم في دمشق وريفها، و18 في حمص و13 في دير الزور و12 في الحسكة و11 في إدلب وعشرة في حماة وستة في درعا وواحد في كل من اللاذقية والقنيطرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "لقى ملازم أول وجنديان منشقان حتفهم جراء القصف على بلدة الرستن بحمص وفي اشتباكات في حي القدم والحجر الاسود بدمشق". وتابع أن مالايقل عن 36 عنصرا من القوات النظامية لقوا حتفهم إثر تفجير عبوات ناسفة واستهداف اليات عسكرية ثقيلة اشتباكات في محافظات حلب وحمص ودمشق .

وقد عزز النظام اليوم من استخدامه لقواته الجوية في قصف الأحياء والمدن الثائرة على نظام الحكم في دمشق، حيث قصف مدن تلبيسة والقصير والرستن بمحافظة حمص بعنف. وبث ناشطون صورا لانفجارات هائلة في مدينة تلبيسة، وأظهرت الصور سلسلة انفجارات ضخمة في أحياء سكنية.
معركة الفرقان لتحرير حلب بمشاركة

إبادة أسر
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة هادي العبد لله إن مدينة الرستن تعرضت كذلك لقصف عنيف أدى إلى إبادة أسر بأكملها وسقوط جرحى جلهم من النساء والأطفال. ولا تزال المدينة محاصرة في ظل انقطاع الدواء والغذاء منذ أكثر من شهر.

وأضاف العبد لله في حديث لقناة الجزيرة أن ستة أشخاص قضوا في قلعة الحصن بمدينة تلكلخ، في حين أن قوات النظام ارتكبت مجزرة صباح اليوم في القصير راح ضحيتها خمسة قتلى على الأقل، مع استخدام كثيف للطيران في قصف المدينة.

وأشار إلى أن أحياء حمص القديمة نالها اليوم نصيب غير متوقع من القصف الجوي، إذ إنها عادة ما تقصف بالهاون والمدافع، وشدد على الوضع الإنساني السيئ للمعتقلين في سجن حمص المركزي.

وحمّل العبد الله مدير السجن شخصيا مسؤولية آلاف المعتقلين الذين قطع عنهم الماء والكهرباء ويعيشون في وضع مأساوي، وطالب بإرجاع الماء إلى قسم النساء والأطفال على الأقل.
معركة الفرقان
وفي حلب يسعى مقاتلو الجيش الحر الذين أعلنوا بدء معركة الفرقان لتحرير حلب منذ خمسة أيام تحت قيادة كتيبة التوحيد، لصد هجمات قوات النظام التي تفرغت لحلب الآن بعد تجاوزها نسبيا هجمات دمشق.

وقال ناشطون إن بلدة إعزاز في ريف حلب دمرت بالكامل نتيجة القتال الشديد، وتناثرت على جنبات الطرق ناقلات الجنود المحترقة. وأضاف هؤلاء من داخل حلب أن النظام يكثف من هجماته الجوية، حيث استهدف قبل قليل حيي الصالحين وصلاح الدين وأوقع خمسة جرحى.

وتدفع قوات النظام بدباباتها وآلياتها المدرعة إلى حلب لحسم المعركة لصالحها، بعد أن سيطر الجيش الحر على كثير من مدن الريف ومعابر الدولة. وقال ناشطون إن آلافا من الجنود ينسحبون بدباباتهم وعرباتهم المدرعة من مرتفعات إستراتيجية في جبل الزاوية بمحافظة إدلب ويتجهون صوب حلب.
مقاتلو الجيش الحر يسيطرون

ويقول خبراء عسكريون إن الجيش السوري الذي يتحمل ما يفوق طاقته ينسحب من مناطق معينة ليركز على حلب ودمشق، وهما مركزان مهمان للحكومة، تاركا مناطق نائية في أيدي مقاتلي المعارضة.
اقتحامات
وفي دمشق قال ناشطون إن قوات الجيش اقتحمت حي جوبر بأكثر من ثلاثين ناقلة عسكرية من طراز زيل مملوءة بالجنود، وعدد كبير من السيارات المحمل عليها رشاشات ثقيلة. وتشن هذه القوة حملة مداهمات واعتقالات مع تكسير للسيارات ونهب المحال وسرقة بعض المنازل التي تم اقتحامها.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن الضحايا الذين وجدوا في حي تشرين مقتولين وهم مكبلون، كانوا قد اعتقلوا من حي القابون في دمشق منذ أيام، حيث ساقت قوات الجيش أكثر من 150 شخصا بعد اقتحام الحي.

وأضافت الشبكة أن أحياء القدم والعسالي وجورة الشريباتي بدمشق تتعرض لقصف مستمر، شأنها شأن مدن حرستا والمعضمية والزبداني ومضايا في ريف دمشق التي تتعرض من حين إلى آخر لهجمات وقصف مدفعي.

وفي بلدة كفر رومة في إدلب شمالا، بث الناشطون صورا قالوا إنها لضحايا قصف تعرضت له البلدة وخلّف نحو سبعين جريحا أغلبهم نساء وأطفال. وقال هؤلاء إن بلدة إستربة في جبل الأكراد ومصيف سلمى باللاذقية تعرضا للقصف براجمات الصواريخ.

وإلى الجنوب قالت شبكة شام إن حملة دهم وتفتيش تجري بمحافظة درعا في حي شمال الخط بدرعا المحطة، وأضافت أن قصفا عنيفا استهدف بلدة اليادودة والمزيريب بالهاون، كما تجدد القصف المروحي على بلدات المتاعية ومعربة وداعل.

ولم يستثن النظام محافظة دير الزور فقصف فيها بلدة الخريطة بالطيران المروحي، وتجدد القصف المدفعي على حي الحويقة. أما في حماة فتعرض حي جنوب الملعب لاقتحام بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف، كما تعرضت مدينة قلعة المضيق لقصف بالطيران والمدفعية منذ الصباح أدى إلى مقتل عائلة بأكملها أثناء نزوحها.
المصدر:الجزيرة نت

العثور على 11 جثة لمدنيين أعدمتهم قوات الأسد بدمشق
أقدمت قوات بشار الأسد على جريمة جديدة؛ حيث أعدمت عددًا من المدنيين في حي القابون بالعاصمة دمشق

وقال نشطاء سوريون قدموا تسجيل فيديو لرجال مصابين بثقوب في رؤوسهم: إنهم عثروا يوم الأربعاء على 11 جثة لرجال أعدمتهم القوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد في حي القابون بدمشق.

وأظهرت اللقطات 11 جثة تكسوها الدماء بعضها في أزقة وبعضها داخل مبنى. وقتل ثلاثة فيما يبدو بالرصاص بعد تغطية رؤوسهم بقمصانهم، وكان آخر يركع في مواجهة الحائط.

وقالت نشطة في المعارضة تعيش قرب حي القابون: إن الرجال أُلقي القبض عليهم قبل خمسة أيام في حي مجاور.

وأضافت: إن النشطاء عثروا عليهم في شارع تشرين، واعتقدوا أن هؤلاء الرجال كانوا في السجن.

وأضافت أنهم تمكنوا من دخول الشارع يوم الأربعاء فقط حيث عثروا على الجثث؛ لأن الشبيحة الموالين للأسد كانوا يحتلون الشارع.

وكانت السلطات التركية قد أغلقت اليوم الأربعاء جميع بوابات الحدود مع سوريا، في وقت تتصاعد فيه المعارك بين الجيش الحر وقوات الأسد.

ونقلت شبكة تلفزيون "إن. تي. في" عن وزير الجمارك والتجارة التركي حياتي يازجي قوله: إن بوابات الحدود التركية مع سوريا ستُغلق يوم الأربعاء.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن سيطر المقاومون السوريون على عدة معابر على الحدود مع تركيا في انتفاضتهم على بشار الأسد التي مضى عليها 16 شهرًا.

وأرسلت السلطات التركية في وقت سابق فرقًا متخصصة في الأسلحة الكيماوية إلى منطقة الحدود مع سوريا؛ وذلك بعد ورود معلومات عن نقل نظام الأسد أسلحة كيماوية إلى هذه المنطقة.

وقالت وكالة دوجان للأنباء: إن كتيبة الأسلحة الكيماوية التي كانت متمركزة في غرب تركيا نقلت إلى قونية في وسط البلاد قبل شهرين، وإن مجموعة من الأفراد توجهت الآن إلى منطقة الحدود السورية.

واعترف المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي يوم الاثنين بأن سوريا لديها أسلحة كيماوية، وقال: إنها لن تستخدمها لسحق مقاتلي المعارضة، وإنما قد تستخدمها ضد قوات من خارج البلاد

روسيا تحذر الأسد من استخدام الكيماوي
وجهت روسيا انتقادات وصفت بأنها الأشد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد, وحذرته من استخدام الأسلحة الكيماوية, وطالبت بالالتزام ببروتوكول جنيف للعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من وسائل الحرب البكتريولوجية أثناء الحروب.

وفي مقابلة عقدها مع السفير السوري في موسكو قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو لا تزال تدعم الحل السلمي للصراع من خلال خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.

ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن مسؤول روسي قوله إن موسكو حصلت على "تأكيدات قوية" من دمشق بأن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية "مؤمنة تماما". وأضاف المسؤول الروسي "تلقينا تأكيدات قوية من دمشق بأن هذه الترسانة مؤمنة تماما".

وكان جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية قد اعترف الاثنين بامتلاك بلاده أسلحة كيماوية، وقال إنها لن تستخدمها في مواجهة المعارضين المسلحين، لكن يمكن أن تستخدمها ضد قوات من خارج سوريا.

ويعتقد أن المخزون السوري من الأسلحة الكيمياوية يتكون في معظمه من كميات كبيرة من غاز السارين، بالإضافة إلى غاز الأعصاب وغاز الخردل. ويتردد أن سوريا تنتج وتعد غاز "في إكس" كسلاح, حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

على صعيد آخر, قالت روسيا إن المسلحين الذين سيطروا على معابر على الحدود السورية مع تركيا "ربما يكونون حلفاء لتنظيم القاعدة". وشكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سيطرة الجيش الحر المعارض على المعابر الحدودية من أيدي القوات الحكومية.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي إن الدول الغربية يجب ألا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس السوري بشار الأسد على الأرض. وأضاف "إذا كانت مثل هذه العمليات استيلاء إرهابيين على أراض مدعومة من شركائنا فيجب أن نتلقى إجابة للسؤال بشأن موقفهم من سوريا وما الذي يحاولون تحقيقه في هذا البلد".

يشار إلى أن روسيا اتهمت الدول الغربية أكثر من مرة بتشجيع معارضي الأسد, وقالت إن عليها أن تزيد الضغط على المعارضة لوقف العنف في سوريا.

جاءت تصريحات لافروف بشأن المعابر الحدودية بعد اتهامه للولايات المتحدة اليوم الأربعاء بمحاولة تبرير ما أسماه الإرهاب ضد الحكومة السورية.

وكانت روسيا واجهت انتقادات غربية حادة لاستخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد ثلاثة قرارات تهدف لزيادة الضغط على الأسد.

طلب لبناني
وفي تطور آخر, طلبت الحكومة اللبنانية من سوريا تجنب دخول الأراضي اللبنانية أو قصفها, وذلك بعد مقتل عدة مدنيين لبنانيين من بينهم نساء وأطفال أثناء عمليات للقوات السورية.

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد طلب من الخارجية تقديم خطاب احتجاج إلى سوريا بعد يوم من مداهمة 30 جنديا سوريا لمنازل في شمال لبنان، لكن وزير الخارجية عدنان منصور أبلغ تلفزيون المنار بأنه يريد التحقيق في الحادث قبل إرسال خطاب الاحتجاج. وقال منصور الذي واجه انتقادات لتأييده الأسد إن لبنان يتعامل مع سوريا كدولة شقيقة، "وهذه العلاقة لن تتغير لا الآن ولا في المستقبل".

من ناحية أخرى, دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف "المجزرة" في سوريا. وقال بان في خطاب أمام البرلمان في البوسنة إن الأمم المتحدة لم تكن على قدر مسؤولياتها خلال الحرب في البوسنة بين العامين 1992 و1995 التي تخللتها مجزرة سريبرينتسا، وشدد على أن المجتمع الدولي يتعرض لاختبار في سوريا. وأضاف أنه "المجتمع الدولي نفسه الذي أخفق في منع المجزرة في البوسنة".

من جهتها وفي وقت سابق دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة السورية إلى النظر في مرحلة ما بعد نظام الأسد، لكنها أردفت بأنه لم يفت الأوان بعد أمام الأسد لبدء التخطيط لعملية انتقال سياسي في سوريا ووقف العنف.

وفي إشارات لما يمكن اعتباره تقدما لمقاتلي المعارضة على الأرض، قالت كلينتون في تصريحات أدلت بها أمس الثلاثاء في واشنطن أثناء استقبال رئيس وزراء هاييتي لورينت لاموث، إنه ستوجد في نهاية الأمر "مناطق آمنة" وتوفر قاعدة لمزيد من العمليات ضد القوات الحكومية.
وشددت كلينتون على أنه حان الوقت للنظر في "قضايا اليوم التالي"، مثل كيفية حكم سوريا بعد الأسد وكيفية تجنب إراقة الدماء في عمليات انتقام طائفية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق