قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقوم بنشاطات كبيرة لدعم عدد من المشاريع في لبنان، مثل انشاء سد للمياه في بلدة تنورين، واعادة اعمار الضاحية الجنوبية والتي دمرتها اسرائيل في حرب عام 2006، وكل هذا من اجل تثبيت قدمها في هذا البلد المتعدد الطوائف في الوقت الذي تعيش سورية مرحلة تهدد بتمزيقها، والفرص الكبيرة لسقوط حليفها الاسد.
وقد اعترف الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، اثناء احتفال اقيم بعد نهاية اعمار عدد من الاحياء في الضاحية الجنوبية بأن الجهد الاكبر والاموال في اكمال المشاريع جاءت من ايران.
وتقول الصحيفة ان استعداد ايران 'رش' المال على لبنان في وقت تعاني فيه من مصاعب اقتصادية وعقوبات دولية بسبب مشروعها النووي هو دليل واضح على اعتقادها من ان حليفها السوري في طريقه للسقوط. فقد ظلت سورية القاعدة التي انطلقت منها لتعزيز وضعها في العالم العربي ومواجهة اسرائيل لكن ايران كانت الخاسر الاول من الربيع العربي وسيكون سقوط نظام بشار الاسد خسارة لن تعوض لها.
وتقول الصحيفة ان محاولات طهران التقرب من الحكومة اللبنانية تظهر الى انها تحاول ايجاد بديل عن دمشق، فالعلاقات لا تقتصر على مشاريع اعمار وبناء سدود بل هناك جهود لتوثيق الصلات الاقتصادية والثقافية والسياسية وتوقيع اتفاقات في هذه المجالات. وتشير الى ان بعض اللبنانيين ومنهم اهالي تنورين التي ستكون موقع السد وتوليد الطاقة الكهربائية يرون في الجهود الايرانية حسن نوايا بل شكلا من اشكال الاستعمار الثقافي والاقتصادي. ونقلت عن احد اعضاء مجلس تنورين البلدي قوله ان تنورين ليست طهران. وتضيف ان اللبنانيين قبلوا دعم ايران لحزب الله والذي يشتمل على السلاح والمواد الغذائية وغير ذلك ولكن التحرك خارج هذه الدائرة يثير قلقهم.
ونقلت عن مروان حمادة العضو في البرلمان اللبناني ان الايرانيين يحاولون تعزيز قاعدتهم في لبنان لمواجهة اثار انهيار النظام السوري. واضاف ان حزب الله كان رأس الحربة الذي من خلاله وسعت فيه ايران تأثيرها ليس في لبنان ولكن في منطقة المتوسط، وقال ان 'هناك رفضا لبنانيا لتأثير ايراني كبير في لبنان'. ولم تثن مظاهر القلق اللبناني المسؤولين الايرانيين عن مواصلة جهودهم حيث نقلت عن مسؤول حكومي لبناني ان محمد رضا رحيمي النائب الاول للرئيس الايراني حضر الى لبنان ومعه وفد مؤلف من مئة مرافق، وهو ما اثار احراج الحكومة، وحمل الوفد معه عدة اقتراحات لتعاون ايراني ـ لبناني تشمل كل وزارات الحكومة تقريبا. والوفد الكبير ذكر بالجهود الايرانية في العراق وجعل صحيفة لبنانية التعليق ان الايرانيين نسوا وضع كلمة بغداد بدلا من بيروت. ومن العروض التي حملوها معهم، توفير الدعم المالي لانشاء البنى التحتية لشبكة للكهرباء بين العراق وعبر سورية الى لبنان، وتوفير الدعم المالي لمساقات اللغة الفارسية في الجامعات اللبنانية وعروض بناء مدارس ومستشفيات وغير ذلك.
ويرفض ناشطون شيعة فكرة ان الدعم الايراني للبنان يأتي بشروط وقالوا ان المشاريع التي تتقدم بها الجمهورية الاسلامية هي لكل اللبنانيين، وتعبر عن جاهزية ايرانية لتوفير ما يطلبه ويحتاجه لبنان.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق