الاثنين، يوليو 30

نداءات في السعودية للتّصدّي للهجمات التّنصيرية

تواصل الصّحف السعودية لليوم السادس على التّوالي الحديث عن "فتاةُ الخُبر" التي انسلخت عن الإسلام واعتنقت المسيحية، مثيرين قصة حمزة كشغري الذي نشر تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تمس الذات الآلهية وسرعان ما تم اعتقاله بعد هروبه الى الخارج، وسط تكتّم تامّ من الجهات الرسمية وصمت غير مسبوق من مشايخ الصّحوة ونداءات مُتصاعدة للتّصدّي للهجمات التّنصيرية في الجزيرة العربية.

تصاعدت المطالبة بمُواجهة ما أسماه موقع "لُجينيات" الإخباري المحسوب على التّيّار الإسلامي المُتشدّد بـ"عصابات التّنصير في بلاد الحرمين"، بعد ظهور الفتاة في لقاء مع قناة تبشيرية مسيحية بث في أربعة أجزاء على موقع اليوتيوب، وهي تُعلن عن انتقالها من "عالم الظلمة الى نُور المسيح"، إثر "حُلم في المنام رأت نفسها فيه تصعد إلى السماء ليُبلغها الله تعالى أن 'المسيح إبنه'"، كما تدّعي من سمّت نفسها "مريم".

وتتهكّم "الأخت" أو "السيدة مريم" في حديثها على "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وتقول أنها تعبت من الصّلاة والصّيام ولم تشعر بأن هذه الصّلوات أفادتها في شيء.

المُواجهة المُستدامة للأفكار الهدّامة

تصاعدت المطالبة بـ"المُواجهة المُستدامة للأفكار الهدّامة"، كما يقول "لُجينيات"، خاصّة بعد ظُهور منظمة تنصيرية، تُدعى "منظمة بيت السلام المسيحية السعودية"، على موقع إنترنت، وتعمل على اختراق المجتمع السعودي أو كما تقول، على "مساعدة السعوديين والخليجيين على حد سواء لمعرفة ربّنا ومخلّصنا يسُوع (عيسى) المسيح".

وممّا جاء في الموقع حديث عن "المسيحية في جزيرة العرب"، يقول فيه المتحدّث بلكنة سعودية أنه "منذ بدء العهد المسيحي، حاول اليهود الذين دخلوا البلاد العربية أن يقضوا على الوثنية السائدة بين العرب. فتشكّلت جاليات نشطة في خيبر وتيماء واليمن ونجران، واجتذبت إليها الكثير من العرب. وجاءت المسيحية ودعمت كل تلك الجهود".

فاستشاط العديد من السعوديين غيظاً، في حين طالب عدد من المشايخ والقضاة، كما تقول صحيفة "الشرق" بـ"عدم تصعيد القضية واعتبارها حادثة عابرة لكي لا تسبب ظاهرة قد ينساق خلفها أصحاب النفوس الضّعيفة أو يُروّج لها أعداء الدين".

لكن موقع "لُجينيات" أعرب عن تأسّفه أن "مثل هذه العصابات لا تواجه إلا بموجات ارتدادية فقط من قبل علماؤنا ودعاتنا"، مشيرا إلى أنه "مع كل حادثة، ترتفع الأصوات وتخرج البيانات المستهجنة والمُستنكرة ثم لا تلبث أن تخمد دون أن تخطو خطوة واحدة نحو المواجهة المستدامة لمثل هذه الأفكار الهدامة".

وأضاف أن "من اوجب الواجبات على الدعاة أن يخرجوا من عباءة الاختلافات الفقهية والمعارك التاريخية ليواجهوا بمؤسسات قوية مثل تلك الخطط والغزوات التي تقوم بها عصابات التنصير والإلحاد للبلد الحرام".

كما انتقد الصّمت الرّسمي، قائلا أن "مُؤسسات المملكة الرّسمية هي الأخرى عليها واجبا شرعيا ووطنيا في صدّ الهجمات الفكرية والدينية التي توجه ناحية بلادنا وأن تعمل حارسة على تنقية تربتنا من كل خبيث متآمر وإن تمسّح بثياب الحرية والليبرالية ليدسّ لنا السم الزّعاف".

قد تكون عراقية أو من الرّوافض

وكانت صحيفة "الحياة" قد نقلت عن السفير السعودي في لبنان علي عسيري قوله أن "السفارة بذلت جهوداً لإقناع الفتاة بالعودة مع ذويها، الذين حضروا إلى بيروت، إلا أنها رفضت كل المحاولات، مُشيراً إلى أن "الفتاة تعيش وضعاً نفسياً سيئاً".

ونقلت صحيفة "اليوم" عن مصدر قضائي وشرعي قوله أن "هذه الفتاة تم التأثير عليها والتّغرير بها بسبب ضعف تدينها وثقافتها وتربيتها وغفلة أهلها عنها".

وذهب أحد القُراء إلى حدّ التّشكيك في هويّة "السيدة مريم" إذ قال "يجب أن ننتبه لمكر هؤلاء القوم ولا نصدق كل ما يأتوا به. فقد تكون الفتاة من غير بلدنا وأتوا بها لكي يهزوا ثقتنا في انفسنا ويدّعون أن قوم منا تحولوا عن ديننا كي يشجعوا غيرهم للإقتداء بهم".

وعلّل القارئ تشكيكه بالقول "فالفتاة خرجت مُلثمة ولهجتها غير واضحة المعالم وقد تكون من دولة مجاورة تشهد حربا طاحنة منذ زمن طويل، وأعني العراق، أو قد تكون من الرّوافض الذين يتحالفون مع الغرب ضدنا بالتنسيق مع جهات مسيحية. فالحرب النفسية ضدنا على قدم و ساق".
المصدر:ميدل ايست اون لاين





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق